حديثنا اليوم سيكون عن أعظم رجل في التاريخ عن إمام المرسلين ، عن من أرسله الله رحمة للعالمين ، عن من عبد ربه حتى أتاه اليقين ، عن محمد بن عبدالله صلى الله عليه وسلم ، لن نتحدث عن رسول الله في بيته ولا في حربه أوسلمه ، و لن نتحدث عن رسول الله لافي مسجده ولامع أصحابه ولامع زوجاته ولامع بناته بل سنتحدث عن رسول الله مع ربه ،
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) .
أيها المسلمون .. إن التعرف على الله من أعلى المنازل وأرفعها ، ولن تصلح القلوب إلا بمعرفة الله تعالى ، جاء في جامع العلوم والحكم للإمام ابن رجب مانصه ( وقال الحسن لرجل داو قلبك فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم يعني أن مراده منهم ومطلوبه صلاح قلوبهم فلا صلاح للقلوب حتى يستقر فيها معرفة الله وعظمته ومحبته وخشيته ومهابته ورجاؤه والتوكل عليه ويمتلئ من ذلك وهذا هو حقيقة التوحيد وهو معنى قول لا إله إلا الله فلا صلاح للقلوب حتى يكون إلهها الذي تألهه وتعرفه وتحبه وتخشاه هو إله واحد لا شريك له ولو كان في السموات والأرض إله يؤله سوى الله لفسدت بذلك السموات والأرض كما قال تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) فعلم بذلك أنه لا صلاح للعالم العلوي والسفلي معا حتى تكون حركات أهلها كلها لله وحركات الجسد تابعة لحركات القلب وإرادته فإن كانت حركته وإرادته لله وحده فقد صلح وصلحت حركات الجسد كله وإن كانت حركة القلب وإراداته لغير الله فسد وفسدت حركات الجسد بحسب فساد حركة القلب ) أ.هـ .
إن معرفة الله بأسمائه وصفاته من أجل العلوم فهذا العلم - وهو العلم المتعلق بالله تعالى - أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق فالاشتغال بفهمه والبحث التام عنه اشتغال بأعلى المطالب وحصوله للعبد من أشرف المواهب فمعرفة الله تعالى تدعو إلى محبته وخشيته وخوفه ورجائه وإخلاص العمل له وهذا عين سعادة العبد
عباد الله .. إن أعظم الناس معرفة بالله هم رسل الله ومن هنا فهم أكمل الناس عبادة وطاعة لله رب العالمين ، يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى :
(( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، مآ أريد منهم من رزق ومآ أريد أن يطعمون ، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) : هذه الغاية التي خلق الله الجن والإنس لها وبعث جميع الرسل يدعون إليها وهي عبادته المتضمنة لمعرفته ومحبته والإنابة إليه والإقبال عليه والإعراض عما سواه وذلك متوقف على معرفة الله تعالى فإن تمام العبادة متوقف على المعرفة بالله بل كلما ازداد العبد معرفة بربه كانت عبادته أكمل ) .
بعد هذه المقدمة دعونا الآن نبحر لنغوص في أعماق السنة النبوية لنستقي شيئا يسيراً من درر تلك السيرة العطرة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم تبين معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بربه .
كان صلى الله عليه وسلم كثير الذكر لربه سبحانه ، يذكر الله قائماً وقاعداً وعلى جنب ، يذكر الله وهو مستشعر لمن يذكر ، غفر له ماتقدم له من ذنبه ويقسم ويقول ( والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ) رواه البخاري ، أتعجبون .. فاسمعوا إذن إلى ماأخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن الأغر المزني رضي الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم أكثر من مائة مرة ) .. مامعنى الحديث ومامراده صلى الله عليه وسلم ( إنه ليغان على قلبي ) يقول الإمام ابن الأثير رحمه ( ( ليغان على قلبي ) أي ليغطى ويغشى والمراد السهو ، لأنه كان صلى الله عليه وسلم لايزال في مزيد من الذكر والقربة ودوام المراقبة فإذا سها عن شيء منها في بعض الأوقات أو نسي ، عده ذنباً على نفسه ففزع إلى الاستغفار .
ذكر الله تعالى من أعظم المسببات على التعرف على الله ، فانظر معي يارعاك الله إلى أنواع الذكر تجدها كلها دالة على توحيد الله وتعظيمه فلاإله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، ولاحول ولاقوة إلا بالله ... وغيرها من الأذكار تجعل في قلب المسلم وعلى لسانه ذكر لصفات الله وأسمائه وأفعاله وتقديسه عن النقائص .
إن ذكر الله بالقلب واللسان هو الذكر الذي يثمر معرفة الله ومحبته وكثرة ثوابه كما قال تعالى ( فاذكروني أذكركم ) .
ثم طرف آخر من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم لربه تفكره في آياته ومخلوقاته أخرج البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بت عند خالتي ميمونة فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) الآيات ثم قام فتوضأ واستن ثم صلى إحدى عشرة ركعة ثم أذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى بالناس الصبح .
السماوات والأرض آيتان عظيمتان من آيات الله التي لاتحصى ، وهاتان الآياتان كم فيها من آيات الله ومخلوقاته ( إن في خلق السماوات والأرض ) أي هذه في إرتفاعها وإتساعها وهذه في إنخفاضها وكثافتها واتضاعها وما فيهما من الآيات المشاهدة العظيمة من كواكب سيارات وثوابت وبحار وجبال وقفار وأشجار ونبات وزروع وثمار وحيوان ومعادن ومنافع مختلفة الألوان والطعوم والروائح والخواص ( واختلاف الليل والنهار ) أي تعاقبهما وتقارضهما الطول والقصر فتارة يطول هذا ويقصر هذا ثم يعتدلان ثم يأخذ هذا من هذا فيطول الذي كان قصيرا ويقصر الذي كان طويلا وكل ذلك تقدير العزيز العليم .
قال السعدي رحمه الله متحدثاً عن آيتي السماء والأرض : (ثم أخبر تعالى أنه خلق السماوات والأرض ومن فيهن والأرضين
( لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة ) .
أيها المسلمون .. إن التعرف على الله من أعلى المنازل وأرفعها ، ولن تصلح القلوب إلا بمعرفة الله تعالى ، جاء في جامع العلوم والحكم للإمام ابن رجب مانصه ( وقال الحسن لرجل داو قلبك فإن حاجة الله إلى العباد صلاح قلوبهم يعني أن مراده منهم ومطلوبه صلاح قلوبهم فلا صلاح للقلوب حتى يستقر فيها معرفة الله وعظمته ومحبته وخشيته ومهابته ورجاؤه والتوكل عليه ويمتلئ من ذلك وهذا هو حقيقة التوحيد وهو معنى قول لا إله إلا الله فلا صلاح للقلوب حتى يكون إلهها الذي تألهه وتعرفه وتحبه وتخشاه هو إله واحد لا شريك له ولو كان في السموات والأرض إله يؤله سوى الله لفسدت بذلك السموات والأرض كما قال تعالى ( لو كان فيهما آلهة إلا الله لفسدتا ) فعلم بذلك أنه لا صلاح للعالم العلوي والسفلي معا حتى تكون حركات أهلها كلها لله وحركات الجسد تابعة لحركات القلب وإرادته فإن كانت حركته وإرادته لله وحده فقد صلح وصلحت حركات الجسد كله وإن كانت حركة القلب وإراداته لغير الله فسد وفسدت حركات الجسد بحسب فساد حركة القلب ) أ.هـ .
إن معرفة الله بأسمائه وصفاته من أجل العلوم فهذا العلم - وهو العلم المتعلق بالله تعالى - أشرف العلوم وأجلها على الإطلاق فالاشتغال بفهمه والبحث التام عنه اشتغال بأعلى المطالب وحصوله للعبد من أشرف المواهب فمعرفة الله تعالى تدعو إلى محبته وخشيته وخوفه ورجائه وإخلاص العمل له وهذا عين سعادة العبد
عباد الله .. إن أعظم الناس معرفة بالله هم رسل الله ومن هنا فهم أكمل الناس عبادة وطاعة لله رب العالمين ، يقول الشيخ عبدالرحمن السعدي رحمه الله في تفسيره لقوله تعالى :
(( وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون ، مآ أريد منهم من رزق ومآ أريد أن يطعمون ، إن الله هو الرزاق ذو القوة المتين ) : هذه الغاية التي خلق الله الجن والإنس لها وبعث جميع الرسل يدعون إليها وهي عبادته المتضمنة لمعرفته ومحبته والإنابة إليه والإقبال عليه والإعراض عما سواه وذلك متوقف على معرفة الله تعالى فإن تمام العبادة متوقف على المعرفة بالله بل كلما ازداد العبد معرفة بربه كانت عبادته أكمل ) .
بعد هذه المقدمة دعونا الآن نبحر لنغوص في أعماق السنة النبوية لنستقي شيئا يسيراً من درر تلك السيرة العطرة على صاحبها أفضل الصلاة والتسليم تبين معرفة النبي صلى الله عليه وسلم بربه .
كان صلى الله عليه وسلم كثير الذكر لربه سبحانه ، يذكر الله قائماً وقاعداً وعلى جنب ، يذكر الله وهو مستشعر لمن يذكر ، غفر له ماتقدم له من ذنبه ويقسم ويقول ( والله إني لأستغفر الله وأتوب إليه في اليوم أكثر من سبعين مرة ) رواه البخاري ، أتعجبون .. فاسمعوا إذن إلى ماأخرجه الإمام مسلم في صحيحه عن الأغر المزني رضي الله أن النبي صلى الله عليه وسلم قال ( إنه ليغان على قلبي وإني لأستغفر الله في اليوم أكثر من مائة مرة ) .. مامعنى الحديث ومامراده صلى الله عليه وسلم ( إنه ليغان على قلبي ) يقول الإمام ابن الأثير رحمه ( ( ليغان على قلبي ) أي ليغطى ويغشى والمراد السهو ، لأنه كان صلى الله عليه وسلم لايزال في مزيد من الذكر والقربة ودوام المراقبة فإذا سها عن شيء منها في بعض الأوقات أو نسي ، عده ذنباً على نفسه ففزع إلى الاستغفار .
ذكر الله تعالى من أعظم المسببات على التعرف على الله ، فانظر معي يارعاك الله إلى أنواع الذكر تجدها كلها دالة على توحيد الله وتعظيمه فلاإله إلا الله ، والله أكبر ، وسبحان الله ، والحمد لله ، ولاحول ولاقوة إلا بالله ... وغيرها من الأذكار تجعل في قلب المسلم وعلى لسانه ذكر لصفات الله وأسمائه وأفعاله وتقديسه عن النقائص .
إن ذكر الله بالقلب واللسان هو الذكر الذي يثمر معرفة الله ومحبته وكثرة ثوابه كما قال تعالى ( فاذكروني أذكركم ) .
ثم طرف آخر من معرفة النبي صلى الله عليه وسلم لربه تفكره في آياته ومخلوقاته أخرج البخاري رحمه الله عن ابن عباس رضي الله عنهما قال بت عند خالتي ميمونة فتحدث رسول الله صلى الله عليه وسلم مع أهله ساعة ثم رقد فلما كان ثلث الليل الآخر قعد فنظر إلى السماء فقال ( إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآيات لأولي الألباب) الآيات ثم قام فتوضأ واستن ثم صلى إحدى عشرة ركعة ثم أذن بلال فصلى ركعتين ثم خرج فصلى بالناس الصبح .
السماوات والأرض آيتان عظيمتان من آيات الله التي لاتحصى ، وهاتان الآياتان كم فيها من آيات الله ومخلوقاته ( إن في خلق السماوات والأرض ) أي هذه في إرتفاعها وإتساعها وهذه في إنخفاضها وكثافتها واتضاعها وما فيهما من الآيات المشاهدة العظيمة من كواكب سيارات وثوابت وبحار وجبال وقفار وأشجار ونبات وزروع وثمار وحيوان ومعادن ومنافع مختلفة الألوان والطعوم والروائح والخواص ( واختلاف الليل والنهار ) أي تعاقبهما وتقارضهما الطول والقصر فتارة يطول هذا ويقصر هذا ثم يعتدلان ثم يأخذ هذا من هذا فيطول الذي كان قصيرا ويقصر الذي كان طويلا وكل ذلك تقدير العزيز العليم .
قال السعدي رحمه الله متحدثاً عن آيتي السماء والأرض : (ثم أخبر تعالى أنه خلق السماوات والأرض ومن فيهن والأرضين
من موقع http://www.alssunnah.net/vb/showthread.php?t=13